فصل: الآيات (76ـ 79)

صباحاً 9 :33
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
19
الجمعة
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون*أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعإلى الله عما يشركون*أمن يبدؤ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن رجل من بلجهم قال‏:‏ قلت يا رسول الله الام تدعو قال ‏"‏أدعو إلى الله وحده الذي ان نزل بك ضر فدعوته كشف عنك، والذي ان ضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك، والذي ان أصابك سنة فدعوته أنزل لك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏ويكشف السوء‏}‏ قال‏:‏ الضر‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن سحيم بن نوفل قال‏:‏ بينما نحن عند عبد الله إذ جاءت وليدة إلى سيدها فقالت‏:‏ ما يحبسك وقد لفع فلان مهرك بعينه فتركه يدور في الدار كأنه في فلك‏؟‏ قم فابتغ راقيا فقال عبد الله‏:‏ لا تبتغ راقيا، وانفث في منخره الايمن أربعا، وفي الايسر ثلاثا، وقل‏:‏ لا بأس اذهب البأس رب الناس‏.‏ اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت قال‏:‏ فذهب ثم رجع إلينا فقال‏:‏ فعلت ما أمرتني فما جئت حتى راث وبال وأكل‏.‏

وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من فارق الجماعة فهو في النار على وجهه‏.‏ لأن الله تعالى يقول ‏{أمن يجب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض‏}‏ فالخلافة من الله عز وجل فإن كان خيرا فهو يذهب به، وإن كان شرا فهو يؤخذ به، عليك أنت بالطاعة فيما أمر الله تعالى به‏"‏‏.‏

وأخرج البغوي في معجمه عن اياد بن لقيط قال‏:‏ قال جعدة بن هبيرة لجلسائه‏:‏ اني قد علمت ما لم تعلموا، وأدركت ما لم تدركوا، أنه سيجيء بعد هذا - يعني معاوية - أمراء ليس من رجاله ولا من ضربائه، وليس فيهم أصغر أو أبتر حتى تقوم الساعة‏.‏ هذا السلطان سلطان الله جعله وليس أنتم تجعلونه‏.‏ إلا وإن للراعي على الرعية حقا، وللرعية على الراعي حقا، فادوا إليهم حقهم، فإن ظلموكم فكلوهم إلى الله فانكم وإياهم تختصمون يوم القيامة، وإن الخصم لصاحبه الذي أدى إليه الحق الذي عليه في الدنيا‏.‏ ثم قرأ ‏{‏فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين‏}‏ ‏(‏الأعراف، الآية 6‏)‏ حتى بلغ ‏{‏والوزن يومئذ القسط‏}‏ ‏(‏الأعراف، الآية 8‏)‏ هكذا قرأ‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏ويجعلكم خلفاء الأرض‏}‏ قال، خلفا بعد خلف‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي ‏{‏ويجعلكم خلفاء الأرض‏}‏ قال‏:‏ خلفا لمن قبلكم من الامم‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن جريج ‏{‏أمن يهديكم في ظلمات البر‏}‏ قال‏:‏ ضلال الطريق ‏{‏والبحر‏}‏ قال‏:‏ ضلالة طرقه وموجه وما يكون فيه‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون‏.‏

أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الاسماء والصفات عن مسروق قال‏:‏ كنت متكئا عند عائشة فقالت عائشة‏:‏ ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية‏.‏ قلت‏:‏ وما هن‏؟‏ قالت‏:‏ من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال‏:‏ وكنت متكئا فجلست، فقلت‏:‏ يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلي علي ألم يقل الله ‏{‏ولقد رآه بالافق المبين‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏ ولقد رآه نزلة أخرى‏}‏ ‏(‏النجم، الآية 13‏)‏ فقالت‏:‏ أنا أول هذه الامة سأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل‏:‏ لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين السرتين‏.‏ رأيته منهبطا من السماء‏.‏ ساد أعظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض قالت‏:‏ أو لم تسمع الله عز وجل يقول ‏{‏لا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير‏}‏ ‏(‏الأنعام، الآية 103‏)‏ أو لم تسمع الله يقول ‏{‏وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا‏}‏ ‏(‏الشورى، الآية 51‏)‏ إلى قوله ‏{‏علي حكيم‏}‏‏.‏ ومن زعم أن محمدا كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله جل ذكره يقول ‏{‏يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك‏}‏ إلى قوله ‏{‏والله يعصمك من الناس‏}‏ ‏(‏المائدة، الآية 67‏)‏ قالت‏:‏ ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول ‏{‏قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ بل ادارك علمهم في الآخره بل هم في شك منها بل هم منها عمون*وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون*لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين*قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين*ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون*ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين*قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون*وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون*وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون*وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏بل ادارك علمهم في الآخرة‏}‏ قال‏:‏ حين لم ينفع العلم‏.‏

وأخرج أبن عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ ‏{‏بل ادرك علمهم في الآخرة‏}‏ قال‏:‏ لم يدرك علمهم قال أبو عبيد‏:‏ يعني أنه قرأها بالاستفهام‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏بل ادرك علمهم في الآخرة‏}‏ يقول‏:‏ غاب علمهم‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏بل ادارك علمهم في الآخرة‏}‏ قال‏:‏ ام ادرك علمهم ‏{‏أم هم قوم طاغون‏}‏ ‏(‏الذاريات، الآية 53‏)‏ بل هم قوم طاغون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏{‏بل ادارك علمهم‏}‏ مثقلة مكسورة اللام على معنى تدارك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ‏{‏بل ادارك علمهم في الآخرة‏}‏ قال‏:‏ تتابع علمهم في الآخرة بسفههم وجهلهم ‏{‏بل هم عنها عمون‏}‏ قال‏:‏ عموا عن الآخرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرأ ‏(‏بل ادرك علمهم في الآخرة‏)‏ قال‏:‏ اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة‏.‏ وفي قوله ‏{‏فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين‏}‏ قال‏:‏ كيف عذب الله قوم نوح، وقوم لوط، وقوم صالح، والامم التي عذب الله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏عسى أن يكون ردف لكم‏}‏ قال‏:‏ اقترب لكم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏عسى أن يكون ردف لكم‏}‏ قال‏:‏ اقترب منكم‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏عسى أن يكون ردف لكم‏}‏ قال‏:‏ عجل لكم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ‏{‏ردف لكم‏}‏ قال‏:‏ أزف لكم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ‏{‏ردف لكم بعض الذي تستعجلون‏}‏ قال‏:‏ من العذاب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون‏}‏ قال‏:‏ يعلم ما عملوا بالليل والنهار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏وليعلم ما تكن صدورهم‏}‏ قال‏:‏ السر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب‏}‏ يقول‏:‏ ما من شيء في السماء والأرض سرا وعلانية إلا يعلمه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏وما من غائبة‏}‏ يقول‏:‏ ما من قولي ولا عملي في السماء والأرض إلا وهو عنده ‏{‏في كتاب‏}‏ في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والأرض‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون*وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين*إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم*فتوكل على الله إنك على الحق المبين‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل‏}‏ يعني اليهود والنصارى ‏{‏أكثر الذي هم فيه يختلفون‏}‏ يقول‏:‏ هذا القرآن يبين لهم الذي اختلفوا فيه‏.‏

وأخرج الترمذي وابن مردويه عن علي قال‏:‏ قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ان امتك ستفتتن من بعدك‏.‏ فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها‏؟‏ فقال ‏"‏كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى العلم في غيره أضله الله، ومن ولي هذا الامر فحكم به عصمة الله، وهو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، فيه خبر من قبلكم، ونبأ من بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين*وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏إنك لا تسمع الموتى‏}‏ قال‏:‏ هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر، ولا ينتفع به ‏{‏ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين‏}‏ يقول‏:‏ لو أن أصم ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يستمع‏.‏ والله أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون‏.‏

أخرج ابن مبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الامر بالمعروف وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله ‏{‏وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ قال‏:‏ إذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ قال‏:‏ ذاك حين لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله ‏{‏وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ قال ‏"‏إذا تركوا الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر‏.‏ وجب السخط عليهم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏وإذا وقع القول عليهم‏}‏ قال‏:‏ إذا وجب القول عليهم ‏{‏أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ قال‏:‏ وهي في بعض القراءة تحدثهم تقول لهم ‏{أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن حفصة بنت سيرين قالت‏:‏ سألت أبا العالية عن قوله ‏{‏وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ ما وقوع القول عليهم‏؟‏ فقال‏:‏ ‏{‏أوحي إلى نوح انه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن‏}‏ ‏(‏هود، الآية 36‏)‏ قالت‏:‏ فكأنما كشف عن وجهي شيئا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال‏:‏ أكثروا الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه، وأكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع‏.‏ قيل‏:‏ وكيف يرفع ما في صدور الرجال‏؟‏ قال‏:‏ يسري عليهم ليلا فيصبحون منه قفرا وينسون قول لا اله إلا الله، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم‏.‏ فذلك حين يقع القول عليهم‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ‏{‏وقع القول عليهم‏}‏ قال‏:‏ حق عليهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ قال‏:‏ تحدثهم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ‏{‏تكلمهم‏}‏ قال‏:‏ كلامها تنبئهم ‏{‏أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي داود ونفيع الاعمى قال‏:‏ سألت ابن عباس عن قوله ‏{‏أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ أو تكلمهم قال‏:‏ كل ذلك والله يفعل تكلم المؤمن، وتكلم الكافر‏.‏ تجرحه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏{‏دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ مشددة من الكلام ‏{‏أن الناس‏}‏ بنصب الالف‏.‏

وأخرج نعيم بن حماد وابن مردويه عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إذا كان الوعد الذي قال الله ‏{‏أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم‏}‏ قال‏:‏ ليس ذلك حديثا ولا كلاما، ولكنه سمة تسم من أمرها الله به‏.‏ فيكون خروجها من الصفا ليلة منى، فيصبحون بين رأسها وذنبها لا يدحض داحض، ولا يخرج خارج، حتى إذا فرغت مما أمرها الله فهلك من هلك، ونجا من نجا، كان أول خطوة تضعها بانطاكية‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمر وقال ‏{‏الدابة‏}‏ زغباء ذات وبر وريش‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال ‏{‏الدابة‏}‏ ذات وبر وريش مؤلفة فيها من كل لون لها أربع قوائم تخرج بعقب من الحاج‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال‏:‏ ان دابة الأرض ذات وبر تناغي السماء‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن‏:‏ أن موسى عليه السلام سأل ربه أن يريه الدابة‏.‏ فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء لا يرى واحد من طرفها قال‏:‏ فرأى منظرا فظيعا فقال‏:‏ رب ردها‏.‏ فردها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل بيت على الاناء الواحد، فيعرفون مؤمنيهم من كفارهم‏.‏ قالوا‏:‏ كيف ذاك‏؟‏ قال‏:‏ ان الدابة تخرج وهي ذامة للناس تمسح كل انسان على مسجده‏.‏ فاما المؤمن فتكون نكتة بيضاء‏.‏ فتفشوا في وجهه حتى يبيض لها وجهه، وأما الكافر فتكون نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود لها وجهه‏.‏ حتى أنهم ليتبايعون في أسواقهم فيقولون‏:‏ كيف تبيع هذا يا مؤمن‏؟‏ وكيف تبيع هذا يا كافر‏؟‏ فما يرد بعضهم على بعض‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ تخرج الدابة باجياد مما يلي الصفا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد من طريق سماك عن إبراهيم قال‏:‏ تخرج الدابة من مكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ تخرج الدابة فيفزع الناس إلى الصلاة، فتأتي الرجل وهو يصلي فتقول‏:‏ طول ما شئت أن تطول فو الله لأخطمنك‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏تخرج الدابة يوم تخرج وهي ذات عصب وريش تكلم الناس فتنقط في وجه المؤمن نقطة بيضاء فيبيض وجهه، وتنقط في وجه الكافر نقطة سوداء فيسود وجهه، فيتبايعون في الاسواق بعد ذلك‏.‏ بم تبيع هذا يا مؤمن، وبم تبيع هذا يا كافر، ثم يخرج الدجال وهو أعور على عينه ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن وكافر‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وسمويه وابن مردويه عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة فيقال‏:‏ ممن اشتريت‏؟‏ فيقال‏:‏ من الرجل المخطم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏تخرج دابة الأرض ولها ثلاث خرجات‏.‏ فأول خرجة منها بأرض البادية‏.‏ والثانية في أعظم المساجد وأشرفها وأكرمها، ولها عنق مشرف يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب، ولها وجه كوجه انسان، ومنقار كمنقار الطير، ذات وبر وزغب، معها عصا موسى، وخاتم سليمان بن داود تنادي بأعلى صوتها‏:‏ ‏{‏أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون‏}‏ ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل‏:‏ يا رسول الله وما بعد‏؟‏ قال‏:‏ هنات وهنات، ثم خصب وريف حتى الساعة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد أراه رفعه قال ‏"‏تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة، فبينما هم قعود بربو الأرض، فبينما هم كذلك إذ تصدعت قال ابن عيينة‏:‏ تخرج حين يسري الامام من جمع‏.‏ وإنما جعل سابق ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ بالحاج ليخبر الناس ان الدابة لم تخرج‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أنه قال‏:‏ ألا أريكم المكان الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دابة الأرض تخرج منه‏.‏ فضرب بعصاه قبل الشق الذي في الصفا‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان بين يدي الساعة الدجال، والدابة، ويأجوج ومأجوج، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت‏:‏ الدابة تخرج من أجياد‏.‏

وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان قال‏:‏ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال حذيفة‏:‏ يا رسول الله من أين تخرج‏؟‏ قال ‏"‏من أعظم المساجد حرمة على الله، بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل، وتشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة من الصفا، أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش، لن يدركها طالب، ولن يفوتها هارب، تسم الناس مؤمن وكافر، أما المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب دري، وتكتب بين عينيه مؤمن‏.‏ وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء كافر‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عمرو أنه قال وهو يومئذ بمكة‏:‏ لو شئت لأخذت سيتي هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي التي تخرج منه دابة الأرض، وانها تخرج وهي آية للناس، تلقي المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه، وتسم الكافر واكية فيسود لها وجهه، وهي دابة ذات زغب وريش فتقول ‏{‏أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور ونعيم ابن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس‏:‏ ان دابة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة، ذات زغب وريش لها أربع قوائم، فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسود بها وجهه‏.‏

وأخرج أحمد والطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتجلوا وجه المؤمن بالخاتم، وتخطم أنف الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر‏"‏‏.‏

وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة ابن أسيد الغفاري قال‏:‏ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال ‏"‏لها ثلاث خرجات من الدهر‏.‏ فتخرج خرجة بأقصى اليمن، فينشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية - يعني مكة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها، المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام، وتنفض عن رأسها التراب فأرفض الناس عنها شتى، بقيت عصابة من المؤمنين ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم، فجلت وجوههم جتى جعلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب، ولا ينجو منها هارب، حتى ان الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول‏:‏ يا فلان الآن تصلي‏.‏فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم ينطلق ويشترك الناس في الاموال، ويصطحبون في الامصار، يعرف المؤمن من الكافر حتى ان المؤمن ليقول‏:‏ يا كافر أقضني حقي، وحتى ان الكافر ليقول‏:‏ يا مؤمن أقضني حقي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال ‏"‏قال رسول الله‏:‏ صلى الله عليه وسلم بئس الشعب جياد مرتين أو ثلاثا قالوا‏:‏ وبم ذاك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ صلى الله عليه وسلم‏"‏تخرج دابة الأرض من جياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد قال‏:‏ وهي دابة ذات وبر وقوائم‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه وابن ماجه وابن مردويه عن بريدة قال‏:‏ ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا شبر في شبر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن النزال بن سبرة قال‏:‏ قيل لعلي بن أبي طالب‏:‏ ان ناسا يزعمون أنك دابة الأرض فقال‏:‏ والله ان لدابة الأرض ريشا وزغبا، ومالي ريش ولا زغب، وإن لها لحافر وما لي من حافر، وانها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا، وما خرج ثلثاها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال‏:‏ تخرج الدابة ليلة جمع والناس يسيرون إلى منى، فتحملهم بين نحرها وذنبها، فلا يبقى منافق إلا خطمته، وتمسح المؤمن، فيصبحون وهم بشر من الدجال‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عمر قال‏:‏ لتخرج الدابة من جبل جياد في أيام التشريق والناس بمنى قال‏:‏ فلذلك جاء سائق الحاج بخبر سلامة الناس‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال‏:‏ ان الدابة فيها من كل لون، ما بين قرنيها فرسخ للراكب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال‏:‏ تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال‏:‏ تخرج الدابة من تحت صخرة بجياد تستقبل المشرق، فتصرخ صرخة ثم تستقبل الشام، فتصرخ صرخة منفذة، ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل‏:‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ لا أعلم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس‏:‏ الدابة مؤلفة ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلها، وفيها من كل أمة سيما‏.‏ وسيماها من هذه الامة انها تتكلم بلسان عربي مبين، تلكمهم بكلامها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الزبير أنه وصف الدابة فقال‏:‏ رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هرة، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعا‏.‏ تخرج معها عصا موسى، وخاتم سليمان، ولا يبقى مؤمن إلا نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه، ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه‏.‏ حتى إن الناس يتبايعون في الاسواق‏:‏ بكم ذا يا مؤمن، وبكم ذا يا كافر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن صدقة بن مزيد قال‏:‏ تجيء الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلي في المسجد، فتكتب بين عينيه‏:‏ كذاب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال‏:‏ تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة حتى يضرب فيها رجال، ثم تخرج الثالثة عند أعظم مساجدكم، فتأتي القوم وهم مجتمعون عند رجل فتقول‏:‏ ما يجمعكم عند عدو الله‏؟‏ فيبتدرون فتسم المؤمن حتى ان الرجلين ليتبايعان فيقول هذا‏:‏ خذ يا مؤمن، ويقول هذا‏:‏ خذ يا كافر‏.‏

وأخرج نعيم بن حماد في الفتن عن عمرو بن العاص قال‏:‏ تخرج الدابة من شعب بالاجياد، رأسها تمس به السحاب وما خرجت رجلها من الأرض، تأتي الرجل وهو يصلي فتقول‏:‏ ما الصلاة من حاجتك‏.‏‏.‏ ما هذا إلا تعوذ أو رياء، فتخطمه‏.‏

وأخرج نعيم عن وهب بن منبه قال‏:‏ أول الآيات الروم، ثم الدجال، والثالثة يأجوج ومأجوج، والرابعة عيسى، والخامسة الدخان، والسادسة الدابة‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون*حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون*ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون*ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏ويوم نحشر من كل أمة فوجا‏}‏ قال‏:‏ زمرة‏.‏ وفي قوله ‏{‏فهم يوزعون‏}‏ قال‏:‏ يحبس أولهم على آخرهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏يوزعون‏}‏ قال‏:‏ يسافون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ووقع القول‏}‏ قال‏:‏ وجب القول‏.‏ والقول الغضب وفي قوله ‏{‏والنهار مبصرا‏}‏ قال‏:‏ منيرا والله أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين‏.‏

أخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن أبي هريرة في قوله ‏{‏ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله‏}‏ قال‏:‏ هم الشهداء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عاصم انه قرأ ‏{‏وكل أتوه داخرين‏}‏ ممدودة مرفوعة التاء على معنى فاعلوه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود انه قرأ ‏{‏وكل أتوه داخرين‏}‏ خفيفة بنصب التاء على معنى جاؤه‏.‏ يعني بلا مد‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال‏:‏ حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النمل ‏{‏وكل أتوه داخرين‏}‏ على معنى جاؤه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏داخرين‏}‏ قال‏:‏ صاغرين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال‏:‏ ‏{‏الداخر‏}‏‏:‏ الصاغر الراهب، لأن المرء إذا فزع إنما همته الهرب من الامر الذي فزع منه، فلما نفخ في الصور فزعوا فلم يكن لهم من الله منجا‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏وترى الجبال تحسبها جامدة‏}‏ قال‏:‏ قائمة ‏{‏صنع الله الذي أتقن كل شيء‏}‏ قال‏:‏ احكم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏وترى الجبال تحسبها جامدة‏}‏ قال‏:‏ ثابتة في أصولها لا تتحرك ‏{‏وهي تمر مر السحاب‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏صنع الله الذي أتقن كل شيء‏}‏ يقول‏:‏ أحسن كل شيء خلقه وأتقنه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏صنع الله الذي أتقن كل شيء‏}‏ قال‏:‏ أحسن كل شيء‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ‏{‏الذي أتقن كل شيء‏}‏ قال‏:‏ أوثق كل شيء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ‏{‏الذي أتقن كل شيء‏}‏ قال‏:‏ ألم تر إلى كل دابة كيف تبقى على نفسها‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون*ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون‏.‏

- أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر‏"‏عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏من جاء بالحسنة فله خير منها‏}‏ قال‏:‏ هي لا إله إلا الله ‏{‏ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار‏}‏ قال‏:‏ هي الشرك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموجبتين قال ‏{‏من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون، ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون‏}‏ قال‏:‏ من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك به دخل النار‏.‏

وأخرج الحاكم في الكني عن صفوان بن عسال قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ صلى الله عليه وسلم‏"‏إذا كان يوم القيامة جاء الإيمان والشرك يجثوان بين يدي الرب فيقول الله للايمان‏:‏ انطلق أنت وأهلك إلى الجنة‏.‏ ويقول للشرك‏:‏ انطلق أنت وأهلك إلى النار، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏من جاء بالحسنة فله خير منها‏}‏ يعني‏:‏ قول لا إله إلا الله ‏{‏ومن جاء بالسيئة‏}‏ يعني‏:‏ الشرك ‏{‏فكبت وجوههم في النار‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يجيء الاخلاص والشرك يوم القيامة، فيجثوان بين يدي الرب فيقول الرب للاخلاص‏:‏ انطلق أنت وأهلك إلى الجنة، ثم يقول للشرك انطلق أنت وأهلك إلى النار، ثم تلا هذه الآية ‏{‏من جاء بالسيئة‏}‏ بالشرك ‏{‏فكبت وجوههم في النار‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الله ‏{‏من جاء بالحسنة فله خير منها‏}‏ يعني بها شهادة ان لا إله إلا الله ‏{‏ومن جاء بالسيئة‏}‏ يعني بها الشرك يقال‏:‏ هذه تنجي‏.‏ وهذه تردي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الاسماء والصفات والخارئطي في مكارم الاخلاق عن ابن مسعود ‏{‏من جاء بالحسنة‏}‏ قال‏:‏ بلا إله إلا الله ‏{‏ومن جاء بالسيئة‏}‏ قال‏:‏ بالشرك‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال‏:‏ كان حذيفة جالسا في حلقة فقال‏:‏ ما تقولون في هذه الآية ‏{‏من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون، ومن جاء بالسيئة فكبت في النار وجوههم‏}‏ فقالوا‏:‏ نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشرا أمثالها‏.‏ فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال‏:‏ تبا لكم‏.‏ وكان حديدا وقال‏:‏ من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس ‏{‏من جاء بالحسنة‏}‏ قال‏:‏ بلا إله إلا الله ‏{‏فله خير منها‏}‏ قال‏:‏ منها وصل إلى الخير ‏{‏ومن جاء بالسيئة‏}‏ قال‏:‏ الشرك‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ‏{‏من جاء بالحسنة‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله ‏{‏من جاء بالسيئة‏}‏ قال‏:‏ الشرك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وإبراهيم وأبي صالح وسعيد بن جبير وعطاء وقتادة ومجاهد‏.‏ ومثله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏فله خير منها‏}‏ قال‏:‏ ثواب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ‏{‏من جاء بالحسنة‏}‏ قال شهادة ان لا إله إلا الله ‏{‏فله خير منها‏}‏ قال ج يعطي به الجنة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ثمن الجنة لا إله إلا الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زرعة بن إبراهيم ‏{‏من جاء بالحسنة‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله ‏{‏فله خير منها‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله خير‏.‏ ليس شيء أخير من لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ‏{‏وهم من فزع يومئذ آمنون‏}‏ ينون فزع وينصب يومئذ‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين*وأن اتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين*وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏أن أعبد رب هذه البلدة‏}‏ قال‏:‏ مكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال‏:‏ زعم الناس انها مكة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال‏:‏ هي منى‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون قال في حرف ابن مسعود ‏{‏وأن أتلوا القرآن‏}‏ على الامر وفي حرف أبي بن كعب ‏(‏واتل عليهم القرآن‏)‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏سيريكم آياته فتعرفونها‏}‏ قال‏:‏ في أنفسكم، وفي السماء، وفي الأرض، وفي الرزق‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما كان في القرآن ‏{‏وما الله بغافل عما تعملون‏}‏ بالتاء، وما كان ‏{‏وما ربك بغافل عما يعملون‏}‏ بالياء‏"‏‏.‏